مفاجأة أكتوبر الأمريكية

مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي لاعضاء الكونجرس الامريكي وهي الانتخابات التي تعلق عليها ادارة الرئيس بوش اهمية كبيرة لضمان سيطرة الحزب الجمهوري علي كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ.. مع اقتراب هذه الانتخابات كان الحديث في الجلسات المغلقة يدور عن مفاجأة اكتوبر وعما يعده كارل روف مهندس الانتخابات في ادارة بوش من خطط وصفقات تعرقل تقدم 'العدو' الديمقراطي وهناك من تحدث عن ان الادارة الامريكية ستعلن انها تمكنت من القبض علي جماعة ارهابية كانت تخطط لهجوم بيولوجي او هجوم بسلاح قذر وان ذلك تم بفضل مشروع الستار البيولوجي الذي خصص له مبلغ 6،5 مليار دولار لحماية الشعب الامريكي من اي هجوم كيماوي... وهناك من تحدث عن ان الادارة ستقدم للشعب الامريكي رمز الارهاب بن لادن حيا او ميتا وذلك حتي يتنفس البعض الصعداء لحين ظهور من يخلفه... ولكن الاغلبية كانت ترجح الهجوم علي ايران خاصة ان هناك بعض الدلائل علي احتمال حدوث ذلك حيث ذكر الكولونيل المتقاعد سام جردز ان حملة من السفن الحربية الامريكية تتضمن حاملة طائرات نووية ستصل الي شواطيء ايران في الاسبوع الثالث من الشهر الجاري الي جانب ما نقل عن مصادر مطلعة بشأن قيام واشنطن ببعض النشاط الاستخباري حاليا داخل ايران.. ويري المراقبون ان فكرة حزب ايران ستكون لها تداعيات مدمرة علي الولايات المتحدة منها علي سبيل المثال وليس الحصر تصعيد العنف والغليان في العراق ووقف تدفق البترول للسوق العالمي.
وقد ظل الحزب الجمهوري يخطط لمفاجأة اكتوبر اي ان كانت حتي الاسبوع الماضي عندما وجد الحزب نفسه في مواجهة ثلاث مفاجآت افقدته توازنه... واصبحت الادارة الامريكية في حالة دفاع بعد ان كانت تخطط للهجوم... وكانت المفاجأة الاولي هي تسريب تقرير للمخابرات يؤكد ان حرب العراق ساعدت علي تصعيد الارهاب مما اضطر الادارة الي تغيير حديثها المفضل عن سيطرتها علي الارهاب وانها افضل ادارة لحماية الشعب الامريكي الي الحديث عن الاقتصاد وتحسن الاوضاع الاقتصادية.
وكانت المفاجأة الثانية هي كتاب الصحفي المعروف بوب وودوارد الذي جاء لينشر الغسيل القذر للادارة والخلافات والصراعات الداخلية والتخبط حول حرب العراق. وجاءت المفاجأة الثالثة او علي الاصح الصدمة الثالثة عندما اعلن استقالة النائب الجمهوري مارك فولي ممثل ولاية فلوريدا وذلك بعد ان كشفت شبكة التليفزيون الامريكية اي.بي.سي عن قيامه بتوجيه رسائل الكترونية جنسية بذيئة لشاب مراهق كان يعمل كمراسل بالكونجرس اثناء العطلة الصيفية...